المذيع: أقول: إنه لا يُسلّم أن فشل موضوع العولمة إنما هو لمصالح رأتها أمريكا مثلاً: مصالح اقتصادية معينة أرادت تأجيل مثل هذا المشروع لوقت معين، لا يسلم أن الانتفاضة لها دور.
الشيخ: أنا لا أستطيع من كثرة الأدلة وتواردها عليَّ أن آتي بها كلها؛ لكن أقول: هناك أمر وهو أن حقيقة مشروع الشرق أوسطية هو مشروع صهيوني أمريكي، وقد كتب عنه نتنياهو وكتب عنه غيره وطُرح على أنه لا رجعة عنه، وكثمرة من ثمرات أوسلو (السلام المزعوم) وأن هذه الأمة انتهت فلا مقاومة فيها ولا حراك بها، فهذا المشروع الآن أين هو؟ الآن أصبح في خبر كان، لم يعد له وجود، وخذ هذا كمثال على ذلك.
ونحن يجب ألا نفوت أمراً، وهو أنه داخل هذا الكوكب، وداخل أمريكا أيضاً بالذات هناك صراع بين قوى كل منها يريد أن يسيطر على الآخر، فمثلاً: لوبي السلاح لا يريد العولمة أن تأخذ مداها كانفتاح معرفي وإنساني وثقافي وديمقراطي..إلخ.
المذيع: وبالتالي يؤثر على مسيرته؟
الشيخ: بالضبط، لكننا عندما نتحدث عن منطقتنا العربية الإسلامية نقول: إن الذي قلب الأحداث كلها الانتفاضة، كم شركة ألغت عقودها في العالم العربي بعد قيام الانتفاضة؟ كم شركة أحجمت وترددت في ذلك؟ العلاقات الدولية نفسها توترت، هناك دول كانت حليفة لـأمريكا عقوداً طويلة من الزمن، وبعد قيام الانتفاضة وبعد ما حدث من الأحداث، تأزمت العلاقة بين أمريكا وبين أقوى حلفائها.
احتلال العراق ما هو إلا أثر من آثار الانتفاضة .. وهكذا، ولذلك البرهنة لا تأتي في سياق انقلاب المشروع، البرهنة التي أقدمها هي في سياق..... أي: كل هذه الأحداث كانت توابع كتوابع الزلزال الكبير الذي حدث في الأول من رجب من عام (1421)هـ.
المذيع: هناك مواضيع طرحت قبل مشروع العولمة مثلاً، ولم تتم نظراً لعدم توفر آليات تنفيذها؟
الشيخ: بالضبط، نحن لا نقول: إن السبب دائماً واحد، لكن الانتفاضة هي السبب في العولمة بالذات، هناك مشروعات أخفقت؛ لأنها لم تكن مرغوبة ولا مقبولة، أولم تكن الأمة مهيأة لها، والأمة دائماً تعاني من المشروعات من أول ما وجدت هذه الدولة أو الدويلات أو العصابات الصهيونية إلى الآن.
لكن مشروع عالمي بهذه الضخامة تخسره الجهات الكونية -كما يقال- التي تخطط له بسبب الانتفاضة، هذا هو الشيء الذي نستطيع أن نبرهن عليه ويمكن أن نوضحه بأكثر من مثال.